نظّمت وزارة الشؤون الإجتماعيّة اللبنانيّة (MoSA) بالتعاون مع الوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنّيّة (Expertise France) حفل تسليم مركز بيصور للخدمات الإنمائيّة الواقع في قضاء عاليه بعد أعمال التأهيل التي خضع لها ضمن إطار برنامج قدرة 2.
وأُقيم حفل التسليم بحضور وفد من ممثّلي الإتّحاد الأوروبي في لبنان، وممثل عن وزارة الشؤون الإجتماعيّة وفريق الوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنّيّة العامل في لبنان والقناة الفرنسيّة العالميّة (CFI) فضلاً عن "طابيثا للإغاثة والتنمية"، الشريكة في هذا المشروع. وانطلق اللقاء بوجود المستفيدين من المركز ليتمّ بعد انتهاء الحفل تنظيم جولةٍ على النشاطات النفسيّة- الإجتماعيّة التي يقدمها المركز للأطفال والنساء اللبنانيين والسوريين المهمّشين الذين يعيشون في بيصور بالتعاون مع "طابيثا للإغاثة والتنمية".
إنّ مركز بيصور للخدمات الإنمائيّة هو واحدٌ من ستّة مراكز خدمات إنمائيّة يتمّ تأهيلها وتجهيزها ضمن إطار برنامج قدرة 2. وتقع مراكز الخدمات الإنمائيّة الخمسة الأخرى في الشويفات، وشحيم، ومرجعيون، وتبنين وزغرتا حيث أُجريت أيضاً العديد من أعمال التأهيل من دهنٍ للجدران، وتركيبٍ للإضاءة والمكيّفات، ووضع بديلٍ للمطابخ، وإنشاء ممرّات منحدرة لذوي الحاجات الخاصّة، وتركيب أدوات الصرف الصحّي بالإضافة إلى فرش المراكز وتجهيزها بالمعدّات اللازمة كما وتوصيل إمدادات تكنولوجيا المعلومات (IT) بحسب حاجة كلّ مركزٍ من هذه المراكز وذلك بغية تعزيز قدرات هذه الأخيرة على تقديم الخدمة للمجتمعات المُستضعفة التي تحتاج إلى الدعم.
وتنتشر مراكز الخدمات الإنمائيّة التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعيّة في كلّ لبنان وقد زاد عددها من 60 مركزٍ في العام 1970 إلى 228 مركزٍ اليوم وذلك نتيجة الأزمة السوريّة وتفاقم حاجات المجتمعات المُستضعفة. ويتمحور هدف هذه المراكز حول تقديم المساعدات الإجتماعيّة والصحيّة، وتعزيز الوعي الإجتماعي، والتعليم وتوفير الإرشادات الضروريّة للمجتمعات التي تعيش في جوار المنطقة.
وتلعب مراكز الخدمات الإنمائيّة دور جهاز التتبّع فتحدّد مشاكل المجتمعات المُستضعفة وتقترح حلولاً لها كما أنّها تعمل جنباً إلى جنب مع بلديّات ومخاتير المنطقة لمتابعة التغييرات الديموغرافيّة وحركة السكّان في المناطق المُجاورة.
وتعمل الوكالة الفرنسيّة للخبرة الفنّيّة، ضمن إطار برنامج قدرة 2، مع سبع منظّمات غير حكوميّة: أبعاد، وجمعيّة دار الطفل اللبناني (أفيل)، وعكارنا، ومنظّمة "إنسان"، والحركة الإجتماعيّة، وطابيثا للإغاثة والتنمية ومنظّمة أرض البشر- لوزان لتطبيق نشاطات الحماية بالتعاون مع مراكز الخدمات الإنمائيّة التالية:
القاع، وشمصتار، ومجدل عنجر، والمنيه، وزغرتا، وتكريت، وعين الرمّانة، وغزير، وتبنين، ومرجعيون، والدوير، والشويفات، وبيصور وشحيم.
وتسعى مراكز الخدمات الإنمائيّة الـ 14 للوصول إلى 16502 طفل و19922 راشد من السكّان اللبنانيين والسوريين المُستضعفين لمساعدتهم وتقديم الدعم النفسي- الإجتماعي لهم بالتعاون مع المنظّمات الشريكة وذلك بهدف دعم تدابير الحماية وبالتالي تشجيع هؤلاء على التطوير الذاتي وتحقيق الرفاه.
ويمتدّ برنامج قدرة 2 على مدار ثلاث سنوات وهو مبادرةٌ إقليميّة مموّلة من الصندوق الإئتماني للإتّحاد الأوروبي بالإشتراك بين الوزارة الإتّحاديّة الألمانيّة للتعاون الإقتصادي والتنمية (BMZ) والوكالة الإسبانيّة للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID). وقد أتت هذه المبادرة نتيجة الأزمة السوريّة بهدف تعزيز صمود النازحين السوريين واللاجئين من جنسيات أخرى، والنازحين داخليّاً والمجتمعات المستضيفة من خلال تحسين التعليم (التعليم على القراءة والكتابة، تعليم الأعمال الحرفيّة...)، وتوفير فرص المشاركة والحماية للأطفال، والشباب، والنساء والمجموعات المهمّشة.